الأربعاء، 7 مايو 2014

كيف تطورالإدمان على المخدرات



كيف تطور الإدمان على المخدرات بالمغرب

المخدرات في المغرب
حياة بدون مخدرات
في بداية الأمر كان المخدر المتداول على الصعيد الوطني يقتصر على تدخين التبغ أو الكيف (القنب الهندي) وفي الحالات القصوى كانت تضاف كميات قليلة من مواد مخدرة طبيعية أو مشتقاتها كالجوزة أو زيت الماريوان السائل الذي يستخرج من الكيف وغالبا ما يكون تأثيرها على الجهاز العصبي محدودا ويقصد به جلب المتعة أو الشهوة الجنسية أو التخفيف من ضغوطات مشاكل شخصية أو أسرية...

 من منشطات محدودة التأثير...

من المنشطات المحدودة التأثيرنجد :
1- التقوتات أو التقاويت مصطلح محلي مصدره كلمة قوت وهي عبارة عن مزيج من لوز وبندق وفستق وزبيب وكاجو الخ ... وتستعمل هذه المكسرات كمقويات جسدية لتوفرها على طاقة حرارية وفيتامينات وأملاح معدنية مهمة في تفعيل عدة وظائف عضوية للجسم وغالبا ما تقدم للضيوف في جلسة شاي.

 2- فليطو كسا flytox، ويرمز هذا الاسم إلى نوع من مبيدات الحشرات المنزلية ومنه تم تركيب مادة مخدرة ممزوجة بهذه المادة السامة.
وبدأت تستعمل هذه المواد بكميات محددة تتداول في جلسات جماعية بمناسبة حفل أو حلقات لعب القمار أو سهرات غنائية حول أكواب شاي غير عادي إذ يهيأ بزيادة أعشاب مخدرة أو مهيجة. يلقب هذا الشاي عند مدمني المخدرات بالبيرة (النبيذ المستخلص من التين أو الشعير والتي كان يروج لها المعمرون). وكانت هذه المواد بديلا عن الخمور التي يحظر القانون تناولها على المسلمين.

إلى أخطر أنواع المخدرات


ومن أخطر أنواع المخدرات التي يشير إليها التقرير عن المخدرات الذي أعدته جريدة المساء المغربية في 20-4-2012 مع جمعية مكافحة المخدرات ودعم ضحايا الإدمان يحكي كيف أضحت البلدان العربية في مقدمة الدول المستهلكة لمخدرات غير عادية لا يمكن أن يخطر تأثيرها على بال إنسان عادي. كما تطرق هذا التقرير إلى الرحلة التي خاضتها آفة المخدرات عبر التاريخ وكيف تطور كل مخدر على حدة وانتقل من وسيلة لتحقيق المتعة الشخصية إلى أداة يستعان بها في تنفيذ أعمال إجرامية.
بعد ذلك عرفت أنواع المخدرات تطورا سريعا سواء لإنتاجها أو استهلاكها وتطورت إلى حرفة في سوق سوداء تذر أموالا طائلة على تجار المخدرات حتى أضحت آفة اجتماعية.
ومن هذه المواد على سبيل المثال ما يعرف بالعود الأبيض والحمامة والقرش الأبيض كلها تسميات محلية  لمخدرات متداولة في قاموس الإدمان على المخدرات.

القاتلة والفروج

واكب تطوير أنواع المخدرات تطوير أنواع الخمور وتصنيعها على الطريقة التقليدية حتى تنامت وصارت تباع بأثمان رخيصة وفي متناول الطبقات الفقيرة والشباب.
ومع تنامي أوكار تصنيع الخمور بدأت التنافسية بين تجار مخدرات لزيادة أرباحهم وبدؤوا يجربون وسائل تضمن لهم منتوجا أكثر تأثيرا وأقل تكلفة.
ومن ثم ركز تجار المخدرات على المادة الفعالة المضافة إلى الخمر والتي تزيد من فعالية التخدير من ضمنها إضافة الكحول الطبية أو الصناعية وحبوب الهلوسة حتى انتشر نوع من النبيذ ذو تأثير قوي جدا والملقب بالقاتلة ولا كورون والفروج وهي عبارة عن قنينات صغيرة الحجم رخيصة الثمن لكنها قوية التأثير حيث يتغير لون وجه شاربها نحو الزرقة وتعتريه نوبات هستيرية.

التنافس على إدمان المخدرات

وبعد ذلك بدأ التنافس على إدمان المخدرات حيث أصبح المدمنون يتنافسون على ابتكار تقنيات جديدة للحصول على خليط أكثر فعالية من تناول حبات من المخدر ثم يضيف إليها شرب قنينتين أو أكثر من القاتلات. وبهذا يتحول شاربها إلى شخص آخر حتى صار المدمنون يتباهون على من يصمد أكثر لتاثير أقوى مخدر موجود.
وبذلك صار المدمنون يتدرجون ويتفننون في تطوير المخدر أكثر فعالية فمنهم من يحتسي الكحول الخام ومنهم من يدمج مواد كيماوية أو صناعية طيارة صرفة كالتي تستعمل في تليين الصباغة أو الشحوم الصناعية لتلميع الأحذية أو اللاصق لإصلاحها ويدمج مع هذا الخليط نكهة من الفاكهة لإخفاء رائحة المواد الصناعية وإعطائها نكهة عطرة.
ومع مرور الأيام بدأت تظهر مخدرات مختلفة من حيث النوع وقوة التأثير على الدماغ أو الأعضاء.
في السبعينات، حسب معطيات الجمعية لمكافحة المخدرات ظهر مخدر يحمل اسم لوبتاليطون وهو عبارة عن عقاقير ذو لون وردي. في البداية كانت هذه المخدرات يستعملها أشخاص لا علاقة لهم بالعمل الإجرامي ولا هم مدمنون بل هم أشخاص مهنيون واجتماعيون يتناولونها في ظرف خاص ليساعدهم على تخطي العوائق النفسية أو الارتباك الذي يحصل عند مواجهة الجمهور.
بدأ تجار المخدرات يكتسحون السوق السوداء عن طريق تهريب المخدرات من بلاد إلى بلد آخر أومن الصيدليات حتى نشأت عنها مافيا المخدرات تعمل في إطار شبكات معقدة التنظيم.
ضمن هذه الموجة من المخدرات ظهرت حبوب هلوسة مخصصة لعلاج أمراض نفسية أو عصبية كعقاقير تريبل وريبلوم ولورينال بعد ذلك ظهرت عقاقير كردينال  ذات مفعول مخدر قوي.
فجأة ظهر ما سيغير مجرى الإدمان على المخدرات الرائجة في السوق السوداء والمخصص هذه المرة للمدمنين على المخدرات والمصطلح عليها محليا ب :
البولة الحمراء أو القرقوبي (لحمرة لون أقراصها) والتي كانت مخصصة في الأصل لمعالجة أمراض  نفسية وعصبية قاهرة وتضم عقارايكسوبميل والارتان وبعدها يأتي عقار فاليوم وكانا لوبين وعقار ملقب بابن زيدون المستعمل من طرف رياضيي كمال الجسم إلى جانب نوع آخر يلقب بالعود الأبيض ذو تأثير قوي.
بعد الحملات لمكافحة استعمال وترويج المخدرات التي تؤطرها الدولة وبمساندة الجمعيات التي أسست لهذا الغرض تقلصت الأصناف المتوفرة في السوق وأصبح العرض يشمل أدوية مهلوسة مثل روش1 وروش2 وعقار ريف ولتري ومنه نوعان والملقبين بالسخونة وخريشيشة والسمطة.

بجانب هذه المواد المخدرة ذات الثمن البسيط التي كانت في متناول الطبقة الشعبية تروج مخدرات خاصة
بالطبقة الميسورة والمعروفة بالمخدرات الصلبة كالكوكايين والهيروين ومنها ما يروج في الملاهي الليلية ك ليكسطا (تقصير لكلمة ليكسطازي ) المستخرج من منشطات طبية والتي تصنع من بقايا عملية إنتاج الكوكايين والمتوفرة في خمسة أنوع وهي القرش الأزرق وميتسوبيشي وبلادن ومولان روج ومولان فياغرا.
كان الهدف من استهلاك هذه العقاقير قضاء أوقات ممتعة أثناء السهر والرغبة في المتعة الجنسية حتى اضحت من أهم أسباب الإدمان الخطير. وآخر أنواع المخدرات ما ظهر في أواخر سنة 2012 حسب مصادر المساء مخدرات باهظة الثمن والتي تلقب ب الحمامة أو الحميمة لكون متعاطيها يظل مادا يديه في الهواء متوهما انه  طائر يسبح في السماء.
ومن المخدرات الباذخة والتي تستعمل في مجال ضيق وهو حامض LSD والذي تحدث جرعة منه تهيئات غريبة للغاية.

 إحصائيات وأرقام

وبخصوص الإحصائيات ولأرقام حول تعاطي المخدرات حسب ما نشر في جريدة المساء المغربية 2012 تضمنت الدراسة الوطنية التي أنجزتها وزارة الصحة بمشاركة المركز الاستشفائي الجامعي بن رشد بعض المعطيات حول نسبة المدمنين على المخدرات والكحول  12%)) والمدمنون على أنواع مختلفة من الكحول 4%) والمدمنون على القنب الهندي أو الكيف %) 2) والمدمنون على باقي المخدرات (%4).
أما الرعاية الصحية  فتشمل حينها حوالي 8000 مدمن على الهيروين من طرف وزارة الصحة ويصل
عدد المراكز لمعالجة الإدمان إلى 5  مراكز إضافة إلى 4 مراكز في طور الإنجاز.

أسباب الإدمان على المخدرات :

من بين أسباب الإدمان على المخدرات، نجد مرر اللجوء إلى الاحتماء من التحطيم الذاتي الناتج من الاضطهاد النفسي والإحساس الكاذب بالنشوة والسعادة والهروب من عالم الواقع إلى عالم الخيال والفضول ومرافقة أصدقاء السوء المدمنين والتفاخر على استحمال الجرعة المكثفة  ومفعولها والاعتقاد بان هذه المخدرات تزيد من القدرات الجنسية سواء عند الشباب أو المتزوجين.
كما أن الإدمان ينتج عن الفراغ والكسل عند الشباب والغرور لإثبات الرجولة والاستقلالية التي تكرسها وفرة المال لدى الشاب دون بذل أي عناء ومجهود لاكتسابه. كما أن هناك حالات إدمان تنتج بسبب التفكك الأسري والمشاكل العاطفية القاهرة  وضعف أو غياب أي برامج تربوية تأطيرية  للأبناء.
كما أن هناك عوامل تساهم في انتشار الإدمان على المخدرات هو تواجد أوكار اللهو والملاهي الليلية.

السياسة الصحية

وعلى صعيد السياسة الصحية المتبعة، رغم استفحال معضلة الإدمان على المخدرات، ونظرا للتدابير المختلفة التي تقوم بها الدولة في سن قوانين رادعة لترويج والمتاجرة في المخدرات والحملات المستمرة التي تقوم بها السلطات المعنية بالأمر وكذا المجهودات التي يبذلها المجتمع المدني من توعية وتأطير للمدمنين على المخدرات ما زالت هناك مجهودات كبيرة يجب القيام بها لمكافحة إدمان المخدرات ودعم المدمن كإحداث مراكز خاصة للمعالجة النفسية وإدماج وتأهيل المدمن المعالج في المجتمع الطبيعي وإنشاء عيادات مختصة وتشجيع المدمنين على الإقبال عليها.
 

 










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق