الاثنين، 9 يونيو 2014

الشيخ سلطان الدغيلبي والرسائل الثلاث

الشيخ سلطان الدغيلبي
الشيخ سلطان الدغيلبي

الشيخ سلطان الدغيلبي والرسائل الثلاث

خلال محاضراتة حول الرسائل الثلاث التي أراد الشيخ سلطان الدغيلبي أن يوجهها الى كافة الشباب في المهرجان الذي أقامه بجدة مع كل من الشيخين نايف الصحفي ومحمد العصيمي كان الهدف منها توعية الشباب ومحاولة تغيير سلوكه  إلى الأفضل..



الرسالة الأولى : لا حياة بلا هدف

في الرسالة الأولى بعنوان "لا حياة بلا هدف" يذكرنا فضيلة الشيخ سلطان الدغيلبي أن الله خلق الإنسان فأحسن تقويمه وجعله خلقا متكاملا بسمعه وبصره وفؤاده وكل الجوارح التي تمكنه أن يحيى حياة لا مثيل لها على الكون. وكذلك لم يخلقه عبثا وهباء بل خلقه لهدف سام ألا وهو عبادة الله شكرا له لما حبانا من تقويم : "وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون".
فبعض الناس يجهلون الحكمة السامية من وجودهم، وعطلوا قدراتهم فعاشوا شاردين عن الحياة تائهين بدون جدوى وبدون هدف يشق به مسيرته إلى الصراط المستقيم.

هل حدث وأن خرجت أخي الكريم، في أول فسحة في بلد أجنبي، وأنت لا تعلم أين أنت ذاهب، ولا أي طريق ستختار، هل ستذهب يمينا أم يسارا، هل ستذهب بعيدا أم قريبا الخ... أكيد أنه أينما حليت وارتحلت ستجد مبتغاك هناك، تشابهت الطرق فأي طريق سيؤدي حتما إلى أي مكان، فإذا لم تكن تعلم أين تذهب فكل الطرق تؤدي إلى هناك، يعني إلى أي مكان.

ويضيف الشيخ سلطان الدغيلبي : أليس إذا غير معقول أن يخرج الشخص بلا هدف؟  فلا بد لكل فرد أن يحدد لنفسه رسالة أو هدف لأنه من لا هدف له عاش بدون إنجاز ومن لم ينجز شيئا في حياته ذهب عنه طعمها ولونها ولذتها ورائحتها الطيبة فيكون كمن قال فيه الشاعر:

يا أمي ما شكل السماء وما الضياء وما القمر،،، بجمالها تتحدثون ولا أرى منها أثر
هل هذه الدنيا ظلام في ظلام مستمر،،،،، يا أمي مدي لي يديك عسى يزايلني الضجر

الرسالة الثانية : الدعاء على الولد

وفي الرسالة الثانية بعنوان "الدعاء على الولد" يوضح الشيخ سلطان الدغيلبي أنه عندما يشتد الغضب عند الإنسان، يمكن أن يتلفظ أحيانا بطريقة لاإرادية بألفاظ منها الدعاء على النفس أو على الأولاد أو على شخص قد يكون مؤمنا.

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد والأموال والأنفس مخافة أن يوافق ذلك ساعة إجابة. قال صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل (بضم الياء) فيها عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم.

ويذكرنا الشيخ سلطان الدغيلبي أن دعاء الأب لولده أوعليه، دعاء مستجاب. قال صلى الله عليه وسلم : ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن، دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده. وفي لفظ الإمام أحمد ودعوة الوالد على ولده. والصواب هو الدعوة لهم بالهداية وما يصلح حالهم.
ومن رحمة الله أنه لطيف ورحيم بعباده، إذ لا يستجيب في كثير من الأحيان وهو العليم الخبير بعباده وجميع مخلوقاته.
كما أن الدعاء على المؤمن أو المؤمنة بالشر وخصوصا إذا كان من باب الاعتداء وربما يعود ذلك الدعاء على الداعي بنفسه.

الرسالة الثالثة : تغيير الذات

وأخيرا عند الرسالة الثالثة في موضوع "تغيير الذات" يضيف الشيخ سلطان الدغيلبي ، أنه كثيرا ما نتطلع إلى تغيير أنفسنا من حسن إلى أحسن ونرغب أن نرتقي بذاتنا ونواجه أمور حياتنا.
فالتغيير الفعال لا بد أن يرتكز على أسس قوية تدعمه، والتي تتجلى في تقوى الله عز وجل " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان..."
ومراحل التغيير مختلفة وغير يسيرة، وفي بعض الأحيان تكون طويلة المدى، لكن من سار الدرب بعزم وبتوفيق من الله عز وجل لابد أن يصل.

ويحكي الشيخ سلطان الدغيلبي بعض التجارب من مراحل حياته  التي كان يعدها من المستحيلات منها أنهما كان يتوقع يوما أن يصبح داعية، ولا خطر بباله أن يقف على منصة كي يخاطب جمهورا أبد، وما كان عنده هدف في الحياة، ولكن لما أمسك بالخط واستقام على الوسائل التي توصل الى الهدف الذي سطره، بدأ يستشعر حلاوة الحياة وبدأت السعادة تدب في حياته ودخلت الطمأنينة في قلبه.

ومتع فضيلة  الشيخ سلطان الدغيلبي الحضور بكلمات ذات دلالة عالية، ما كان يستوعبها من قبل بخلاف الآن: " أيامنا كلها دقات... وكل دقة بتعليمة... كم ما استفدنا من اللي فات... حياتنا ما لها قيمة... أيام يا ليتها ولات... وأيام يا ريتها ما جات... وأيام منها العرب ملات... وأيام تبكي على ما فات...

والخاتمة

وفي الختام يوصي الشيخ سلطان الدغيلبي بملازمة أهل الذكر التي تعد من وسائل التغيير المميزة بحيث إنه في مثل هذه اللحظات تنزل رحمة الله تعالى وتحضر الملائكة وتطوف في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم...( أي وجدوا بغيتهم).

ويضيف  الشيخ سلطان الدغيلبي أن الله خلق الملائكة من نور، لا يعصون ماأمرهم، ويسبحونه في الليل وفي النهار، وخلقوا بدون شهوة ونحن خلقنا بعقل وشهوة والبهيمة خلقت بشهوة.
 فإذا أقمنا أمر الله وحكمنا عقولنا على شهوتنا صرنا عند الله أفضل من الملائكة وإذا طغت فطرة الشهوة على عقولنا صرنا عند الله أضل من البهيمة. " أولئك كالأنعام بل هم أضل، أولئك هم الغافلون".

هذه فرصة ذهبية تعطى لمن يتطلع إلى التغيير، وأراد أن يحقق هدفا ونتيجة إيجابية، قصص من الواقع المباشر ومشاهد مؤثرة، كيف تختار هدفا كيف تتغير... كل ذلك تجدون له حلاوة وطعم في هذا المهرجان الدعوي لفضيلة الشيخ سلطان الدغيلبي حفظه الله.


لا ننسى أن ندعوا لأستاذنا الفاضل د.عمرو يوسف بصالح الدعاء : جزاك الله عنا خيرا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق