الاثنين، 6 أبريل 2015

الشيخ سلطان الدغيلبي وخشية الله تعالى

الشيخ سلطان الدغيلبي
الشيخ سلطان الدغيلبي


من خشية الله تعالى تقول الأرض للعبد العاصي

يحكي الشيخ سلطان الدغيلبي في محاضراته حول خشية الله تعالى أن الأرض تقول للعبد العاصي حين يلج بطنها: كنت من أبغض من يمشي على ظهري...تعصي الله فوق أرضه وتحت سمائه...تأكل من نعمه وخيراته وتستنشق هواءه...ما جعل الله سعادة في معصية أبدا.
يقول الله عز وجل " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ظنكا ونحشره يوم القيامة أعمى"....



مخافة ومراقبة الله تعالى

ويضيف الشيخ سلطان الدغيلبي في محاضراته، بإن مخافة الله ومراقبته والاستحياء منه تعصمنا من الزلات، حيث يرتقي العبد إلى مرتبة الإحسان.

لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال : ...أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك... متفق عليه.

فلا بد من أخذ الحيطة والحذر من أن ينحرف العبد عن هذا المقام الرفيع، إلى مقام يقول الله تعالى فيه : يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا.

وقد قال صلى الله عليه وسلم : لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.

والمراد بهؤلاء، من يبتعد عن المعصية ويتظاهر بالإستقامة مراعاة للناس، فبمجرد أن يخلو بنفسه يبدأ في انتهاك حرمات الله.

التوبة والإستغفار

إن المبادرة إلى التوبة والاستغفار، وعدم اليأس من روح الله، فإن الله لا يمل، عملا بقوله تعالى : والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون.

ويوضح الشيخ سلطان الدغيلبي في هذه المحاضرة بأنه ليس الوقوع في الذنب إشكالا في حد ذاته، وإنما الإشكال هو الإصرار عليه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. رواه مسلم.

فالمهم أن يبادرالعاصي إلى التوبة وأن تسوءه سيئته، فقد قال صلى الله عليه وسلم : من عمل حسنة فسر(بضم السين) بها وعمل سيئة فساءته فهو مؤمن. رواه أحمد وصححه الألباني.

الخاتمة

وفي الختام يؤكد الشيخ سلطان الدغيلبي أن على المذنب (إذا ما قدر عليه الذنب) أن يتبع السيئة الحسنة حتى تمحوها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي.

نسأل الله أن يشرح صدرنا ويثبتنا على ما يحب ويرضى، وأن يجنبنا المعصيات والفتن. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق