محاضرات الشيخ سلطان الدغيلبي حول فوائد الصيام

الشيخ سلطان الدغيلبي

محاضرات الشيخ سلطان الدغيلبي حول فوائد الصيام

في إحدى محاضرات الشيخ سلطان الدغيلبي الرمضانية تحدث الشيخ حول فوائد الصيام وأثره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية عند الإنسان.

في هذا الموضوع سأركز على آثار الصيام على جسد الصائم من المنظور الفسيولوجي للجسم وبعض الدراسات العلمية المتعلقة بالموضوع وأخص بالذكر تلك التي لها ارتباط بالتخلص من السموم المتراكمة في الكبد سواء منها ما ينتج عن التغذية أو عن تناول المخدرات...

أساسيات علمية

قبل أن أخوض في الموضوع لا بد أن أذكر بأساسيات علمية لازمة لفهم منظومة التأثير الإيجابي للصيام على الجسم من خلال بعض الدراسات الميدانية التي تناقش تأثير الصيام على مختلف أجهزتنا الحيوية.    

كما ذكر الشيخ سلطان الدغيلبي بأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان فأحسن خلقه وسواه وبعث فيه الروح وضمن له الحياة في بيئة لا تخلو من مخاطرقد تؤذي بحياته عاجلا أم آجلا.

ومن بين النعم التي حبانا الله بها والتي بدونها لا تستمر الحياة عند الإنسان ولا الحيوان، وهي ثلاث مصفاة عضوية : الكبد والكليتان والرئة.

وهذه المصفاة خصها الله تعالى بوظائف دقيقة منها على العموم تنظيم التوازن الحمضي القاعدي  H+) و ( HCO3-عن طريق التبول على مستوى الكليتين و(CO2, O2) عن طريق التنفس على مستوى الرئتين و(الجلوكوز والكليكوجين ) على مستوى الكبد.

الرئتان 

تكمن المهمة الأساسية عند الرئتين في تصفية الهواء المشتنشق والمكون من الأزوت (78%) والأوكسجين (21%) والغازات النادرة بكمية قليلة وذلك عبر ضمان تبادل الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون بواسطة الكريات الدم الحمراء.

الكليتان

 تسهرالكليتان على تصفية الدم وتنظيم محتوياته من ماء وأملاح معدنية ومراقبة درجة حموضته (pH) وتنظيم الضغط الشرياني وفرز هرمونات لخلق كريات الدم الحمراء وإنتاج الشكل النشيط من الفيتامين D  وإزالة بعض المكونات الأزوتية الغير صالحة للجسم.

الكبد

أما وظائف الكبد فهي معقدة وضرورية للحياة. ويمكن تلخيص دورها في تحويل الغذاء إلى طاقة وتصفية السموم من الدم. كما يسهر على تخزين الكليكوجين وضخه في الدم عند الحاجة وتخزين الحديد وكميات كبيرة من الفيتامينات، وحفظ مستوى الجلوكوزالذي يعد مصدرا لطاقة الخلايا في الدم.  كما يصنع الكبد الصفراء أيضاً، وهي سائل أخضر مصفر يساعد في الهضم.

ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك

فما بالك من هواء مركب من كميات زائدة على القياس من مواد سامة مصدرها التدخين الحشيش والمخدرات التي تحتوي على سيانيد الهيدروجين، يجتاح الصدورويقترن وجوده بأمراض القلب والشرايين، وأكسيد النتروجين الذي له صلة بالأمراض التي تصيب عادة الرئتين.
وكيف لكليتين خلقتا لتصفية الدم من سموم المواد الحلال أن تتصدى لموجات من مواد غريبة على الجسد وكلها تعج بسموم الكحول والمخدرات
بل وكيف يمكن لكبد أن يكابد بين استخلاص مادة حيوية وماسة تصلح في أحرج الحالات وبين استخلاص ما مر بها من سموم تقصفها من كل جانب ليس إلا لتلبية نشوة عابرة.

هذه المواد التي لم تخلق لها لا الكبد ولا الرئتان ولا الكليتان لتتعامل معها وتتسبب في كثير من أنواع أمراض منها التهاب الكبد A وB و C والتهاب الكبد الوبائي A, والذي تسببه الفيروسات· وكذا مرض السل وتصلب الرئتين وفقدان الكليتين لوظيفتها مما يستوجب الدياليز المكلف.

التأثير الإيجابي للصيام

يمكن تجسيد التأثير الإيجابي للصيام في تقلبات حموضة الدم عند الإنسان. فالحموضة العادية لدم الإنسان تتذبذب  بين مستويين:

حد أدنى يقارب الدرجة 7 وحد أقصى يقارب الدرجة 7.8 وما خلف ذلك، تصعب أو تستحيل به الحياة.
وخلال فترة الصيام تكون مستوى نسبة حموضة الدم pH أكثر استقرارا من فترة الإفطار إذ تستقر الحموضة حول المستوى العادي لدى الشخص السليم (7.4).
هذا المستوى ينتج عن عدم تناول الأغذية التي يمكن أن ترفع أو تخفض هذا المستوى حسب مكونات الغذاء المتناول. كما أن نسبة الأملاح تسجل مستوى عاديا في الجسم خصوصا استبقاء مستوى الصوديوم الذي له دور كبير في استبقاء الماء الضروري لوظيفة الخلايا.

وبتعبير مبسط  لعمليات حيوية ومعقدة، فإن أول انعكاسات الصيام تتمثل في زيادة نسبية في الأملاح كالصوديوم والكالسيوم في الدم.  
لكن في نفس الوقت فإن هناك بعض الآليات الدفاعية التي يلجأ إليها الجسم خلال فترة الصيام لضبط التوازن بين نسب السوائل في الجسم ونسب الأملاح ويتمثل أهمها في زيادة الهرمون المضاد لإدرار البول بما يساعد على الاحتفاظ بالسوائل في الجسم لوقت إضافي.   
هكذا فإن الأشخاص الأصحاء يمكنهم الحفاظ على نسب طبيعية من السوائل والأملاح خلال الصيام ما لم يتعرضوا لجفاف شديد مرتبط بفقدان السوائل بشكل سريع و مفاجئ.  

ما هي النتائج

خلال تجارب أجريتها على الدواجن لدراسة مدى مقاومتها على الحرارة، فان الدواجن التي امتنعت عن الأكل ساعات قليلة قبل ارتفاع الحرارة أظهرت أعلي مقاومة للحرارة مقارنة مع الدواجن التي تغذت قبل وخلال بداية ارتفاع الحرارة.

تحاليل دم الدواجن التي أجريت عليها التجارب أظهرت أن نسبة حموضة الدم لدى المجموعة الأولى أكثر استقرارا من المجموعة التي تغذت قبل ارتفاع الحرارة وبذلك أظهرت أكبر مقاومة لارتفاع الحرارة.

كما أن مستوى الأملاح المعدنية خصوصا الكلسيوم والصوديوم كان أعلى عند المجموعة الأولى مما يساهم في تقوية المقاومة لدى الدواجن

 

الخاتمة

ومما ينسجم مع ما ذكره الشيخ سلطان الدغيلبي في محاضرات رمضانية هو أن الله سبحانه وتعالى فرض لنا الصيام لتزكية النفس وتطهيرها، وأن الله ما فرض شيئا إلا ليتم أشياء فيها صلاح لعبده، فصيام شهر كامل فيه ما يكفي لتطهير البدن من سموم سواء منها الغذائية او المخدرات، وصيام الست الأوائل من شوال فيه اتمام تصفية المصفاة الثلاث -الكبد والرئتان والكليتان- التي ذكرتها سابقا والله المستعان.